ابا حفص يشترى ظلامته

عجوز تبكي عمر

لما رجع عمر من الشام إلى المدينة انفرد عن الناس يتفقد

رعيته فمرّ بعجوز في خبائها فقالت

يا هذا ما فعل عمر ؟

قال

قد أقبل من الشام سالماً

فقالت

لا جزاه عني خيراً

قال

ولم ؟

قالت

ما نالني من عطائه منذ ولى أمر المؤمنين دينار ولا درهم

فقال عمر وما يدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع ؟

قالت

سبحان الله ما ظننت أحداً يلي على الناس ولا يدري ما بين

مشرقها ومغربها

فبكى عمر وقال

وعمراه كل أحد أفقه منك حتى العجائز يا عمر ؟

ثم قال

يا أمة الله بكم تبعيني ظلامتك من عمر فإني أرحمه من النار

؟ فقالت


أتهزأ بي ؟

قال

لست بهازئ فلم يزل بها حتى أشترى بخمسة وعشرين دينار

فبينما هو كذلك إذ جاء علي وابن مسعود فقالا

السلام عليك يا أمير المؤمنين فقالت

واسوأتاه شتمت أمير المؤمنين في وجهه

قال عمر

لا بأس عليك يرحمك الله ثم طلب رقعة كتب فيها

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ما اشترى به عمر بن الخطاب من فلانة ظلامتها منذ ولي

إلى يوم كذا وكذا بخمسة وعشرين دينار فما تدعي عند

وقوفه في المحشر بين يدي الله تعالى فهو منه برئ

شهد على ذلك علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود ثم رفع

الكتاب إلى يده وقال

إذا أنا مت فاجعله في كفني ألقي به ربي

لله درك يا عمر

اختكم habeba_91