تقدم الخليفة يؤم الناس في صلاة الفجر وقام للركعة الثانية فخرج له من خلفه مجوسي " أبو لؤلؤة المجوسي " وطعنه بخنجر ذي ثلاثة رؤوس في بطنه فخرَّ على الأرض كما جرح الوغد ثلاثة عشر مات منهم سبعة وخرَّ جبل الإسلام الشامخ واحتطه ابنه عبد الله ووضع رأسه على فخذه فقال له عمر : ضع رأسي على الأرض علَّ الله يرحمني ، ويكرر عليه الثانية والثالثة وعبد الله يقول
وهل فخذي والأرض إلا سواء ، فيقول عمر : ضع رأسي على الأرض ويلي وويل أمي إن لم يغفر لي ربي ، وقبل موته أوتي له بلبن فشربه فخرج من الجرح فبكى عمر وقال : هذا هيِّن لو أن لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع ، قالوا : ما أبكاك إلا هذا ؟ قال : ما أبكاني غيره ، فقال ابن عباس : يا أمير المؤمنين والله إن كان إسلامك لنصر أو إن كانت إمامتك لفتحاً ووالله لقد ملأت إمارتك عدلاً ، فقال عمر : اجلسوني ، فلما جلس قال لعبد الله بن عباس : أعد فلما أعاد عليه ما قال ، قال له عمر : أتشهد لي يوم القيامة بذلك عند الله يوم تلقاه ؟ فقال ابن عباس : نعم .
ودخل عليه شاب يسلم عليه ويدعو له ثم خرج فقال عمر : أعيدوه عليَّ ، فلما رجع ، قال له : ارفع إزارك فهو أتقى لربك وأنقى لثوبك . . . . ألا فلتبك البواكي على فاروق الإسلام .
وتذكر عمر أنه لم يتم صلاة الفجر فطلب مساعدته فأسندوه فأدى الركعة الثانية .
والله ما روحي لسيرته
ولا تذكرته إلا وخالجني
تبكي عليه الملايين التي فقدت
الطفل من بعده يبكي عدالته
والناس حيرى يتامى في جنازته
مضى إلى الله والآلاف تندبه
نعم أحيك
نعم أحيك من قلب يقطعه
سقى الله ذاك اللحد مع غمامه
على خير مدفون وشهم ممزق إلا تمنيت في دنياي ألقاه
شوق " أبو حفص " فحواه ومعناه
بموته عزة الإسلام إذ تاهوا
يقول : هل مات ذا الغيث أماه
تساءلوا من يقيم العدل إلا هو
ابن الشريعة حياها وحيَّاه
شوقي إليك فهل واسيت فقداه
إذا راعها برق الشمال استهلت
سعادتنا من بعده قد تولت
مما قرات